معلمي الفاضل :
أنا أمانة في عنقك أيها المعلم الكادح والاهتمام بي في سني المبكر يعني الاهتمام بمنابع الإبداع لدى الأمة ومكامنها
لا تنس ذلك
"إن البيئة الغنية ثقافياً تقدم زاداً يساعد على نمو المواهب أكثر بكثير مما تفعله بيئة فقيرة ثقافياً "
هذا ما قاله أحد علماء التربية ( كوفمان ) ولست أنا
في داخلي" طاقات كامنة " فاجتهد يا معلمي الفاضل الآن لكي أستطيع أن أعبر عنها في مستقبل حياتي عندما أصبح في سن الرشد
أظهر تشوقك للحديث معي فلا تدخل الصف محملاً بهمومك ومشاكلك ، بل اترك كل ذلك خارج الصف وواجهني بوجه طلق بشوش وشوق متلهف إلي حتى يتولد لدي شعور إيجابي بأنك تحمل شيئا مهما لي
إذا اكتشفتَ أنني أتعلم بسرعة دون الحاجة إلى التكرار أو أني أفكر بشيء من المنطقية ما يلفت النظر إلي أو أن لدي حباً للزعامة على أقراني أو التقائي بأطفال يكبروني سناً ونحو ذلك ؛ فاعتني بي بسرعة وأعطني " جرعات زائدة " من"حقن" (التعلم الذاتي )لا تتأخر
إن تثقيفي بطرق القراءة يساعدني على أن أعيش حياتي بطريقة أكثر فاعلية فشجعني على القراءة ، ومثال على ذلك : قدم لي القصص والمجلات الهادفة والكتب الجذابة المناسبة لسني في مناسبات النجاح بدلاً من الألعاب والحلويات والملصقات
إليك هذه القاعدة :
كلما ارتفعت توقعات المعلم نحو طلابه أعطى كثيراً ونتج عنه تحصيلاً أعلى لدى الطلاب
كلفني بواجبات منزلية ولكن بشرط ألا تكون موحدة بنفس المستوى فأنت تعلم الفروق الفردية بيني وزملائي في الصف ، وأن تشعرني باهتمامك بإنجازاتي ، وأن تثيبني عليها ، ولا يمنع من تعليقك عليها كتابياً ورصد درجات عليها ... إلخ
أحياناً أعاني من مشكلة " البطء في التعلم " فلا تتجاهل هذه المشكلة فالحل موجود في يدك
ميولي واتجاهاتي نحو مادتك يعود السبب في ذلك إليك ؛ إلى أسلوبك وطريقتك في تقديم المادة
التلفزيون أخطر وسيلة إعلامية وأكثرها تأثيراً إلا أن دوره التربوي التعليمي لا يتناسب أحياناً مع وزنه الضخم وإمكانياته الهائلة ! فأرشدني إلى برامجه المفيدة
معلمي :
تأكد أن القسوة والتسلط تسببان الضرر البالغ والتعطيل الأكيد لنمو مواهبي وقدراتي وأن (المشاورة) تدعم ثقتي بالنفس وتزيد من درجة إحساسي بالمسؤولية والرغبة في التعلم
احرص على الاتصال بوالدي بشكل دوري ومستمر فلقد بينت الدراسات أن والدي الموهوبين يقرؤون أكثر من المتوسط ولديهم هوايات إبداعية ولديهم اهتمامات ثقافية وأنشطة عقلية أكثر من الاهتمام بالتنظيمات الاجتماعية
اعتن بمخارج الحروف لديك فإذا نطقت بها خاطئة سرتُ على نهجك وأهمس في أذنك بالاستماع الجيد لطريقة النطق لمخارج الحروف لعلماء قراء القرآن الكريم
لا تعاملني بطريقة تشعرني أني صغيراً لا أفهم أو أن عقلي قاصراً ، لأن ذلك سيؤثر في مراحل نموي المختلفة وخصوصاً في مرحلة الشباب
لا تكثر من الوعود التي ليس في مقدورك تحقيقها بل تذكر أن ذلك يخيب ظني فيك إذا لم تحقق هذه الوعود
معلمي الفاضل :
إني أراقب فيك كل حركة ، كل كلمة ،.... فاحرص على أن تكون قدوة طيبة لي في كل شئ . ولا تعتقد بأني سوف أنسى ، كلا ، لن أنساك طول عمري
أخيراً دعني أعيش طفولتي بما تحمل من أسمى معاني البراءة وتحقيق الذات بكل خير...إلخ
معلمي هذه رسالتي إليك تمعنها جيداً كي تحميني من عثرات الزمان
مع تحيات طفلك الطالب
المرجع : التنشئة التعليمية السليمة ــ أ .د : عبدالحميد البيلاني ــ دار بيروت للنشر 1987